لو وقفنا مع أوضاعنا في هذا العالم المتلاطم وقفة تشاؤمية لما رأينا أي تحرك أو إصلاح .. فالقلوب أصابها الوهن والانهزامية وتبلدت مشاعرها تجاه هذا الحراك المزعج من اختلافات وقتل وتشريد وضياع هوية وإعلام ساقط يبحث عن الشهرة أينما وجدت حتى على حساب العقيدة والمباديء .... فتن كقطع الليل المظلم وصراع لأجل البقاء دونما معرفة بالخبايا ومايدور خلف طاولات الغرب والشرق المنافق ... فتجد الذهول لدى الحكماء وتجد الصداع المزمن لدى الحكام ... صراعات تجري وكأنه مرتب لهااختراقات لسياسات مظلمة واندحار لاستبداد سلطوي خيم على الأمة لعدة عصور .. لم يدر بخلد أحد أن يصل الأمر لما وصل إليه وبهذه الطريقة رغم تجرع الكثير من غصص التغيير ...!ونرى الأدعياء منهم من يتأرجح ومنهم من يترقب ومنهم من يصارع الموت ببطء..!عالمنا اليوم عبارة عن عين حارة لايدرى هل ستبقى على صفيح ساخن أم أنها ستتحول لبركان ثائر يحطم الأخضر واليابس ....؟!ولا زال هناك من يتغنى على أطلال الزمن الغابر .... وكأننا في عالم الواق واق ... أي وعي وأي فكر وأي ثقافة يحملها المستبدون رغم تساقط جلاميد من الصخر أمام أعينهم ..؟!هل أولئك مغيبون أم ثقافات العصور البالية تمكنت من سويداء قلوبهم فظنوا كما ظن شقيقهم فرعون ...؟!!الأمة في حالة مخاض ولا أحد يعلم متى تلد وما نوع الولادة والمولود ..؟!أمتي أتتها تلك الصراعات وهي في غياهب الثقافات السطحية التي ... تقول لانريكم إلا ما نرى ...!أتتها تلك التقلبات وعصفت بها وهي لازالت تقرع طبول بطولات وهمية وتحلم بلبن العصفور ..!الأمة اليوم بأمس الحاجة لحكماء يجيدون فك رموز هذه الانقسامات والتغيرات وإيقاد شمعة بدل لعن الظلام ...!فالإصلاح يحتاج لرجال لاتأخذهم في الله لومة لائم ... ويحتاج لرجال لايعرفون التشاؤم والانهزامية .. ولا يلتفتون لأراء المهزومين والرعاع .. رجال ينطلقون مع مباديء السماء .. ليذوقوا طعم تمرات عمرو بن الجموح .. ويحملون درة ابن الخطاب .. وسيف ابن الوليد ... ورمح ربعي بن عامر ...!!فأي دولة تريد البقاء والأمن والأمان عليها أن تطبق سياسة ابن الخطاب في العدل .. فالعدل هو الركيزة لبقاء الدول .. وبدونه ستبقى جراحها تنزف حتى تموت ..!