السلام عليكم ,ورحمة الله وبركاتة,,أسعد الله أوقاتكمـ بكل خير شواطئ البكائين .. شواطئ عبر ومواعظ.. شواطئٌ بحارها الإيمانوأمواجُها الذكرى والعبَـر..تُحيي القُلوب وتوقظ الهمَـم !لننطلق ونبحـر معاً ،نجمع نفيس الدُّرر ..نحيي موَات الأفئدةونُسبل الدّمُوع .. دموعٌ تزيدنا رفعةً وأجراً ، وترفعنا في الجنانِمنزلاً و مستقـراً..يقول الله جل في عُلاه : " وَفِى ٱلْأَرْضِ ءَايَـٰتٌۭ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِىٓ أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾ " ويقول سبحانه: "سَنُرِيهِمْ ءَايَـٰتِنَا فِى ٱلأفَاقِ وَفِىٓ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ ۗ"ما أودعه الله في بني البشر من نعمه نعمتين عظيمتين، نعمتي الضّحكِوالبكاء .. نعم ضَحكٌ وبُكاء أودعهماالله في النّفس الإنسانية والنفس البشرية لتعبر به عن فرحها المرغوب ورضاها به ، وأُنسها بما يسُـر ..وبُكَـاء .. أودعه الله في التّفس تعبر به عما يعتريها من الخوف والخشيةوالوجل ، وربّما زاد السرور على النّفس فكان من فرط ماقد سرّها أبكاها ..فهي تبكي في الأفـراح والأحزان !إنّ الله عـزّ وجل أنشَأ دواعي الضَّحك ودواعي البُكاء وجعلها وفق أسرارٍأودعها في البشر .. يضحك لهذا ويبكي لذاك ، وقد يضحكُ غـداً مما أبكاه اليـوم ،ويبكي غـداً مما أضحكه بالأمس من غير ذُهولٍ ولاجُنـون ، إنّما هي حالات جِبِليّة خلقها الله فيه " وفي أنفُسكم أفلاتُبصرُون "إنّ الله عزّ وجل أنعم علينا بنعمة البكاء نشكره عليها ، اذ كيف يعيشمن لايبكي ! كيف يتوب التوبة النصوح إن لم تخالطها دموع الخشيةوالرجاء ! وقد كان يدعو عليه الصّلاة والسلام: اللهم إني أعوذُ بك منعلمٍ لا ينفع ، ومن نفسٍ لاتشبع ، ومن قلبٍ لا يخشع ، ومن عينٍ لا تدمع ،ومن دعاءٍ لا يُستجاب له .الراوي:زيد بن أرقم المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2722خلاصة حكم المحدث:صحيح