(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًاإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55)أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56) ))هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر. ولا يصح حمل هذه [الآية] على غير توبة ؛ لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمنالمري يقول: سمعت ثوبان -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) إلى آخر الآية"، فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "ألا ومن أشرك" ثلاث مرات.تفرد به الإمام أحمد .قال عمر، رضي الله عنه: فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال: فقال هشام: لما أتتني جعلت أقرؤها بذي طُوًى أصَعَّد بها فيه وأصوت ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم أفهمنيها. قال: فألقى الله في قلبي أنها إنما أنـزلت فينا، وفيما كنانقول في أنفسنا، ويقال فينا. فرجعت إلى ب**** فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة . ثم استحث [سبحانه] وتعالى عباده إلى المسارعة إلى التوبة، فقال: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) أي: ارجعوا إلى الله واستسلموا له،( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) أي: بادروا بالتوبة والعمل الصالح قبل حلول النقمة،.( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنـزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) وهو القرآن العظيم، ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) أي: من حيث لا تعلمون ولا تشعرونوَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِوَقَوْله تَعَالَى : " وَيَوْم يَعَضّ الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ " الْآيَة يُخْبِر تَعَالَى عَنْ نَدَم الظَّالِم الَّذِي فَارَقَ طَرِيق الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ الْحَقّ الْمُبِين الَّذِي لَا مِرْيَة فِيهِ وَسَلَكَ طَرِيقًا أُخْرَى غَيْر سَبِيل الرَّسُول فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَدِمَ حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ النَّدَم وَعَضَّ عَلَى يَدَيْهِ حَسْرَة وَأَسَفًا وَسَوَاء كَانَ سَبَب نُزُولهَا فِي عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط أَوْ غَيْره مِنْ الْأَشْقِيَاء فَإِنَّهَا عَامَّة فِي كُلّ ظَالِم كَمَا قَالَ تَعَالَى : " يَوْم تُقَلَّب وُجُوههمْ فِي النَّار " الْآيَتَيْنِ فَكُلّ ظَالِم يَنْدَم يَوْم الْقِيَامَة غَايَة النَّدَم .يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًاوَيَعَضّ عَلَى يَدَيْهِ قَائِلًا : " يَا لَيْتَنِي اِتَّخَذْت مَعَ الرَّسُول سَبِيلًا يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذ فُلَانًا خَلِيلًا " يَعْنِي مَنْ صَرَفَهُ عَنْ الْهُدَى وَعَدَلَ بِهِ إِلَى طَرِيق الضَّلَال مِنْ دُعَاة الضَّلَالَة وَسَوَاء فِي ذَلِكَ أُمَيَّة بْن خَلَف أَوْ أَخُوهُ أُبَيّ بْن خَلَف أَوْ غَيْرهمَا .القصه ..~كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليهقال الشاب ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاريطلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ،ثم طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض )فطلب الرسول ان يأتوه بالجارأتى الجار الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيمفصدق الرجل على كلام الرسولفسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجلفأعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائة عام )فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا" جدا" فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنهوما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنهلكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا" في متاع الدنيافتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعي أبا الدحداحفقال للرسول الكريمإن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ... ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟فأجاب الرسول نعمفقال أبا الدحداح للرجلأتعرف بستاني يا هذا ؟فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان أبا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حولهفكل تجار المدينه يطمعون في تمر أبا الدحداح من شده جودتهفقال أبا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطيفنظر الرجل إلي الرسول غير مصدق ما يسمعهأيعقل أن يقايض ستمائه نخله من نخيل أبا الدحداح مقابل نخله واحده ... فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييسفوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم) والصحابه على البيعوتمت البيعهفنظر ابا الدحداح إلى رسول الله سعيدا" سائلا"( ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟ )فقال الرسول ( لا ) فبهت أبا الدحداح من رد رسول اللهفأستكمل الرسول قائلا" ما معناه ( الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وانت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز علي عدها من كثرتهاوقال الرسول الكريم ( كم من مداح الى ابا الدحداح )(( والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها ))وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبا الدحداحوتمني كل منهم لو كان ابا الدحداحوعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها( لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمنفقال لها ( لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )فردت عليه متهلله ( ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )فمن منا يقايض دنياه بالاخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنهارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأهافالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومهافما عندك زائل وما عند الله باقاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنانسأل الله العفو و العافيه في الدنيا والأخرة .(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًاإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55)أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ(56) ))هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر. ولا يصح حمل هذه [الآية] على غير توبة ؛ لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه.وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمنالمري يقول: سمعت ثوبان -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) إلى آخر الآية"، فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: "ألا ومن أشرك" ثلاث مرات.تفرد به الإمام أحمد .قال عمر، رضي الله عنه: فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال: فقال هشام: لما أتتني جعلت أقرؤها بذي طُوًى أصَعَّد بها فيه وأصوت ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم أفهمنيها. قال: فألقى الله في قلبي أنها إنما أنـزلت فينا، وفيما كنانقول في أنفسنا، ويقال فينا. فرجعت إلى ب**** فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة . ثم استحث [سبحانه] وتعالى عباده إلى المسارعة إلى التوبة، فقال: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) أي: ارجعوا إلى الله واستسلموا له،( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) أي: بادروا بالتوبة والعمل الصالح قبل حلول النقمة،.( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنـزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) وهو القرآن العظيم، ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) أي: من حيث لا تعلمون ولا تشعرونوَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِوَقَوْله تَعَالَى : " وَيَوْم يَعَضّ الظَّالِم عَلَى يَدَيْهِ " الْآيَة يُخْبِر تَعَالَى عَنْ نَدَم الظَّالِم الَّذِي فَارَقَ طَرِيق الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ الْحَقّ الْمُبِين الَّذِي لَا مِرْيَة فِيهِ وَسَلَكَ طَرِيقًا أُخْرَى غَيْر سَبِيل الرَّسُول فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَدِمَ حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ النَّدَم وَعَضَّ عَلَى يَدَيْهِ حَسْرَة وَأَسَفًا وَسَوَاء كَانَ سَبَب نُزُولهَا فِي عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط أَوْ غَيْره مِنْ الْأَشْقِيَاء فَإِنَّهَا عَامَّة فِي كُلّ ظَالِم كَمَا قَالَ تَعَالَى : " يَوْم تُقَلَّب وُجُوههمْ فِي النَّار " الْآيَتَيْنِ فَكُلّ ظَالِم يَنْدَم يَوْم الْقِيَامَة غَايَة النَّدَم .يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًاوَيَعَضّ عَلَى يَدَيْهِ قَائِلًا : " يَا لَيْتَنِي اِتَّخَذْت مَعَ الرَّسُول سَبِيلًا يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذ فُلَانًا خَلِيلًا " يَعْنِي مَنْ صَرَفَهُ عَنْ الْهُدَى وَعَدَلَ بِهِ إِلَى طَرِيق الضَّلَال مِنْ دُعَاة الضَّلَالَة وَسَوَاء فِي ذَلِكَ أُمَيَّة بْن خَلَف أَوْ أَخُوهُ أُبَيّ بْن خَلَف أَوْ غَيْرهمَا .القصه ..~كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليهقال الشاب ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاريطلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ،ثم طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض )فطلب الرسول ان يأتوه بالجارأتى الجار الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرسول شكوي الشاب اليتيمفصدق الرجل على كلام الرسولفسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجلفأعاد الرسول قوله ( بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائة عام )فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا" جدا" فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنهوما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنهلكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا" في متاع الدنيافتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعي أبا الدحداحفقال للرسول الكريمإن اشتريت تلك النخله وتركتها للشاب ... ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟فأجاب الرسول نعمفقال أبا الدحداح للرجلأتعرف بستاني يا هذا ؟فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان أبا الدحداح ذو الستمائه نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حولهفكل تجار المدينه يطمعون في تمر أبا الدحداح من شده جودتهفقال أبا الدحداح ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطيفنظر الرجل إلي الرسول غير مصدق ما يسمعهأيعقل أن يقايض ستمائه نخله من نخيل أبا الدحداح مقابل نخله واحده ... فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييسفوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم) والصحابه على البيعوتمت البيعهفنظر ابا الدحداح إلى رسول الله سعيدا" سائلا"( ألي نخله في الجنه يارسول الله ؟ )فقال الرسول ( لا ) فبهت أبا الدحداح من رد رسول اللهفأستكمل الرسول قائلا" ما معناه ( الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وانت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز علي عدها من كثرتهاوقال الرسول الكريم ( كم من مداح الى ابا الدحداح )(( والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها ))وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبا الدحداحوتمني كل منهم لو كان ابا الدحداحوعندما عاد الرجل الي امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها( لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط )فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمنفقال لها ( لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام )فردت عليه متهلله ( ربح البيع ابا الدحداح – ربح البيع )فمن منا يقايض دنياه بالاخرة ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنهارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأهافالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومهافما عندك زائل وما عند الله باقاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنانسأل الله العفو و العافيه في الدنيا والأخرة .